تطوّرات الأزمة السورية من سقوط حلب إلى سقوط النظام البعثي
تقدير موقف

- إحاطة عامة
بتاريخ 2024.11.27 شنّ تنظيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل جهادية متحالِفة معها هجوماً مباغتاً وشاملاً على ريف حلب الغربي تحت مُسمّى عملية “ردع العدوان”، وذلك بالتزامن مع انهيار منظومة القيادة المحلّية لدى النظام البعثي وانسحاب معظم قواته ومسؤوليه ومؤيّديه باتجاه مناطق سيطرة النظام في الداخل السوري، وترك عشرات الجنود لمصيرهم، بعضهم انشقّ وبعضهم الآخر وقع في الأسر وقُتِل كثيرون منهم في المعارك أو خلال الاعدامات الميدانية، وخلال 4 أيام من بدء الهجوم تم انتزاع كافة المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري في ريف إدلب وريف حلب الغربي، والسيطرة على معظم أحياء حلب عدا حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية(1) اللذَين تتواجد فيهما قوات من أبنائهما لحماية الحيَّين. لم يتوقّف الهجوم بعد احتلال حلب، بل توسّع وتحوّل اتجاهه جنوباً نحو حماة، وفي اليوم الثامن من الهجوم تباطأت وتيرة التقدّم مع تجمّع القوات المنسحبة في مداخل حماة بشكل يبدو أنّه لم يمكن في حسبان الفصائل المهاجمة؛ حيث تحوّلت المدينة إلى خط دفاع استراتيجي لحماية ما تبقّى من مدن بقبضة النظام البعثي، إلّا أنّها سرعانَ ما وقعت في أيدي الفصائل المهاجِمة وأصبح الطريق إلى حمص مفتوحاً أمام تلك الفصائل. بالتزامن مع عملية “ردع العدوان” شنّ مرتزقة قوات الاحتلال التركي هجوماً على مقاطعة عفرين والشهباء تحت مُسمّى عملية “فجر الحرية” التي تم تشكيلها بتاريخ 2024.11.30 ولم تتمكّن من تنفيذ عمليات نهب وقتل وخطف وتهجير واسعة للمواطنين الكرد بسبب تصدّي قوات تحرير عفرين لها، ولحماية المدنيين ومنع تكرار كارثة شنكال أبرمت قوات سوريا الديمقراطية، وبضمانة أمريكية، اتفاقاً مع هيئة تحرير الشام بتاريخ 2024.12.02 لفتح مَمَرّ آمن لخروج نحو 200 ألف مدنيّ كرديّ من مناطق الشهباء وريف حلب، واستطاع عشرات الآلاف منهم، بعد رحلة سفر طويلة وشاقة وخطِرة، من الوصول إلى المناطق الآمنة في مقاطعات شرقي الفرات، ولا يزال الآلاف محاصرين من قبل مرتزَقة ما تُسَمّى بعملية “فجر الحرية”.
خلال هذه الفترة ارتكب مرتزقة تركيا الكثير من الانتهاكات بحقّ المواطنين الكرد، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الصور والمشاهد والتقارير التي تؤكّد ذلك؛ الأمر الذي يشير إلى أنّ نيّة إبادة الكرد في هذه المنطقة كانت في الجزء الذي يشرف عليه جيش الاحتلال التركي من مخطّط العملية.
بتاريخ 2024.12.07 تمكّنت الفصائل من السيطرة على حمص بعد انسحاب قوات النظام منها، لتعقبها في اليوم التالي مغادرة رئيس النظام ومعاونيه دمشق إلى وجهة لم يُعلَن عنها، وبذلك سقطت دمشق بتاريخ 2024.12.08 بيد فصائل غرفة عمليات جديدة تحت اسم “غرفة عمليات فتح دمشق” يُعْتقَد أنّهم تلقّوا الدعم من “فصيل جيش سوريا الحرة” القادم من منطقة التنف، لينهار النظام تدريجياً في معظم المناطق الخاضعة لسيطرته، واستسلم كافّة قادته وعناصره لقوات سوريا الديمقراطية في الحسكة وقامشلو وديرالزور والميادين والبوكمال، ليعقب ذلك انهيار سلطته في الساحل أيضاً حيث المَعقِل الرئيسي لحاضنته.
لم يتمكّن بشار الأسد من الحفاظ على إرث والده، كما أنّ اتصاله – في الوقت بدل الضائع – مع جهات مُقرَّبة من ترامب لم يُجْدِ نفعاً، وبرزت تصريحات مؤيّدة وداعمة لسقوط نظامه بالتوازي مع تخلّي حلفائه الروس والإيرانيين عنه، وهم الذين يقع على عاتهم جزء من مسؤولية عدم حلّ مشاكل النظام مع الشعب السوري.
يثير توقيت العملية وغموض حيثياتها وضبابية أهدافها وتطوّرات العملية السياسية في الأزمة السورية الكثير من التساؤلات حول الاستراتيجية الكامنة وراء هذه العملية، والجهات التي مكّنتها من تحقيقها السريع لهذه المكاسب، والأهم من ذلك كلّه: ما هي المكاسب التي سيجنيها المستفيدون وما هي الخسائر التي سيتكبّدها المتضرّرون من هذه التحوّلات؟
إنّ ما يثير التساؤلات هو ملاحظة بعض الأمور التي تخالف ما كان ظاهراً على أرض الواقع، أو بروز مسائل تبدو أنّها لم تكن في حُسبان المحلّلين السياسيين، ويبدو أنّ تحديد أبرزها سيُمكّن من بناء تصوّر حول ما جرى وما ستجلب معها من تطوّرات، ويمكن تقديمها على شكل معطيات ميدانية كالتالي:
- إن حجم وجودة التسليح والطائرات المسيّرة والسيارات العسكرية الحديثة لدى الفصائل لا تتناسب مع ضعف مواردها المالية في شمال غرب سوريا، في الوقت الذي تعاني فيه إدلب من حصار ونسبة فقر عالية – بحسب تقارير المنظّمات الحقوقية التي أشارت إلى أنّ 4 مليون نسمة بحاجة الى المساعدات الإنسانية و%85 منهم من سكان المخيّمات-كما أنّ الكثير من الفصائل المتواجدة فيها مُصنّفة على قوائم الإرهاب العالمي.
- المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، وخاصة ما يجري ضمن منظومة قيادة النظام من خلال تحديد إحداثيات نقاط تواجد العناصر المهمّة من الضباط، وكذلك عمليات الاستطلاع الجوّي بالمُسيّرات، تبدو أنّها تفوق قدرة الفصائل على تأمينها بهذه الجودة، دون أن نقلّل من شأن قوتها.
- تهرّبت تركيا من مسؤوليتها عن الهجوم ولم تعلن عن مشاركة صريحة لها، إلّا أنّ تواجدها الاستخباراتي كان فاعلاً، يُذكَر أنّه منذ أكثر من شهرين زار قائد قواتها البرّية المنطقة واستقدمت قواته تعزيزات عسكرية كبيرة إلى قواعدها في عفرين المحتلّة وإلى نقاطها العسكرية في المناطق التي تُسمّى بـ”مناطق خفض التصعيد” والتي أُنشِئت باتفاق بين بوتين وأردوغان في إطار صيغة “أستانا” للتوافق.
- إطلاق مرتزقة تركيا ما تُسَمّى بـعملية ” فجر الحرية” بشكل مستقلّ، والاستعراض الإعلامي لها، ومهاجمة الكرد في المنطقة، وإرهابهم بهدف تهجيرهم.
- إرهاب المدنيين الكرد ووضعهم في مواجهة إبادة جديدة؛ الأمر الذي أجبر قوات سوريا الديمقراطية على عقد اتفاق مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وبضمانة أمريكية، لفتح مَمَرّ آمن لنحو 200 ألف مُهَجّر كردي للمغادرة إلى المناطق الآمنة في مقاطعات شرق الفرات، وشنّ سلسلة من الهجمات العنيفة على مقاطعة منبج.
- سرعة انهيار منظومة القيادة لقوات النظام السوري، وضعف استجابة القوات الروسية والإيرانية لعمليات الردّ، وتواجد بشار الأسد (رأس السلطة) في موسكو، وفرار المقرّبين منهم قبل دخول الفصائل لحلب أو حماة أو حمص، وترك مَن تبقّى لمصيرهم.
- عجز روسيا وإيران المُريب عن تقديم الدعم البرّي والجوّي للنظام السوري.
- جاء الهجوم بعد تهديدات نتنياهو المباشرة للأسد، وبعد يوم واحد من قبول حزب الله اللبناني للمطالب الإسرائيلية والتوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار معها.
- استنفار الجيش العراقي وارسال قوات كبيرة إلى الحدود مع سوريا، وتأكيده على استعداده لمواجهة “الإرهاب” القادم من سوريا، ونشر مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، لمنشور قال فيه “زينبُ لن تُسبَى مرّتَين”.
- التشديد على سلامة الأراضي السورية وسيادتها كدولة.
- نفي رسمي أمريكي من انخراطها في هذه العمليات (2).
- سبقت هذه العمليات انعقاد قمة أستانا 11.11 التي باتت معروفة كغرفة صفقات سياسية وأمنية، إلّا أنّ مستوى الحاضرين فيها كان منخفضاً، والقمّة العربية الإسلامية في الرياض 2024.11.11 التي حضرها رؤساء دول بالإضافة إلى حضور كلّ من أردوغان وبشار الأسد وترحيب روسي بنتائجها (3).
- استمرار إصرار أردوغان للتطبيع مع النظام البعثي دون شروط مُسبَقة.
- بروز شخصية “أحمد الشرع” (الجولاني) في المشهد الجديد، رغم أنّه مطلوب دولياً، ومحاولة اغتياله بضربة روسية بتاريخ 12.02 ومن ثم زيارته إلى قلعة حلب وبعدها حماة وحمص ودمشق، والذي بدا فيها واثقاً بالوضع الأمني الجديد في المنطقة.
- تظاهرت الفصائل باحترام حقوق الانسان والمواثيق الدولية، ولم تسمح بنهب المنازل، وروّجت لذلك من خلال الكثير من مشاهد الفيديو، حتى أنّ بعضها لم تكن جيّدة التمثيل، في المقابل؛ كانت هناك الكثير من المشاهد التي تؤكّد المعاملة المُهينة للأسرى والمدنيين، وتنفيذ إعدامات ميدانية، خاصة من قبل بعض الفصائل وعلى وجه الخصوص مرتزقة تركيا.
- بتاريخ 12.06 دخلت قوات سوريا الديمقراطية مناطق غربي الفرات وفرضت حمايتها على مدن دير الزور والميادين والبوكمال، وذلك بعد انسحاب قوات النظام البعثي والفصائل الموالية لإيران منها. وبنفس التاريخ شكّلت فصائل محلية في السويداء “غرفة عمليات معركة الحسم” وفرضت سيطرتها على المدينة وريفها، وشكلت فصائل محلّية في درعا “غرفة عمليات الجنوب” وفرضت سيطرتها على درعا وريفها وتوجّه فصيل “جيش سوريا الحرّة” المتواجد في التنف نحو البادية ويبدو أنّه قد وصل قبل الجميع إلى دمشق. وخسر النظام البعثي مدينة حماة وحمص ودمشق أمام تقدّم الفصائل المهاجمة.
- حاولت تشكيلات تابعة لتنظيم داعش وبقايا البعثيين ركوب الموجة من خلال رفع أعلام الاستقلال وإعلان انضمامهم لغرفة عمليات “ردع العدوان” ونشر مشاهد فيديو وكأنّهم يسيطرون على ديرالزور، إلّا أنّ قناة التواصل بين قسد و”غرفة عمليات ردع العدوان” وعدم تبنّيها من قبل غرفة العمليات قد أفشل محاولتهم، وتمكّنت قسد من تدارك الوضع بسرعة.
- ديناميات تغيّر خريطة النفوذ العسكرية بين القوى المحلّية السورية:
شبّه كثير من المتابعين التكتيك المتّبع في الهجوم على حلب بالتكتيك الذي تم اتّباعه في الهجوم الأوكراني على مقاطعة “كورسك” الروسية (4)، بينما شبّهه آخرون بهجوم داعش على الموصل عام 2014م. بشكل عام وفي سياق التطورات التي شهدتها المنطقة منذ تاريخ 2024.11.27 واستناداً إلى المُعطَيات الميدانية الحديثة نسبياً، يمكن تقديم عدّة تفسيرات قد لا تكون دقيقة بالشكل المطلوب، إلّا أنّ لها علاقة مباشرة بتقدير التصوّرات الخاصة بتطوّرات المشهد الأمني والسياسي في شرق المتوسط عامة وفي سياق الأزمة السورية بشكل خاص. استناداً إلى هذا الأمر؛ يمكن الاعتقاد بأنّ ما تُسمّى بـعملية ” ردع العدوان” قد أدارتها غرفة عمليات عالية المستوى، ويبدو أنّ لها علاقة ما بغرف العمليات الكبرى التي تدير الصراع الحالي في الشرق الأوسط، وكان دور الفصائل يقتصر على تنفيذ التعليمات في ميدان المعركة وأمام وسائل الاعلام. وإذا كان هناك اعتقاد بوجود اتفاق أو صفقة، فسيكون أحد أطرافها مسؤولون كبار في النظام البعثي؛ كون قرار الانسحاب المفاجئ في بيروقراطية الأنظمة الدولتية يتطلّب موافقة أعلى سلطة في المنظومة، ومن المرجّح أن تكون هذه الصفقة قد تمّت مناقشتها خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقِدت في الرياض بتاريخ 2024.11.11، ويشير هروب بشار الأسد من دمشق في ليلة سقوطها إلى وجود ضباط كبار في قيادة النظام ضمن الصفقة، ويبدو أنّهم أنفسهم الذين كانوا يمرّرون المعلومات وإحداثيات نقاط تواجد ضبّاط الحرس الثوري وفيلق القدس في دمشق وحلب وحمص وديرالزور والجنوب السوري لغرفة العمليات التي تدير الصراع في الشرق الأوسط، ويبدو أنّه كان لهم دور في تشكيل ما تُسَمّى “غرفة عمليات فتح دمشق”(5) التي أصدرت البيان رقم /1/ بعد سقوط النظام؛ وهذا ما يفسّر التكهّنات بخصوص بروز انقسامات كبيرة بين التيارات الثلاث في النظام البعثي وهي: التيار المقرّب من الدول العربية، والتيّار المقرّب من روسيا، والتيّار المقرّب من إيران(6)؛ وهذا ما قد يفسّر العِلم المُسبَق للروس والإيرانيين بأمر العملية وحجم قوّتها، بالإضافة إلى عدم إيلاء الاهتمام اللازم بجولة “أستانا22” التي عُقِدت بنفس التاريخ، والتي لا يزال النظام الإيراني يعوّل على التمسّك بمسارها؛ حيث دعت وزيرَي خارجية تركيا وروسيا إلى عقد اجتماع في سياقها في خضمّ الأحداث الجارية. وإذا ما افترضنا أنّ الاتفاق تم خلال قمّة الرياض فلا بدّ أن تكون في سياق المبادرة العربية أو الأردنية، كما يسمّيها بعضهم، والتي تم الإعلان عنها عام 2021م (7) وارتكزت على فكّ الارتباط الاستراتيجي بين النظامَين البعثي والإيراني؛ وما يعزز هذا الاعتقاد هي التهديدات الأخيرة لنتنياهو بخصوص هذا الارتباط.
من ناحية أخرى؛ يمكن من خلال حيثيات هذه التطوّرات ملاحظة وجود تحجيم كبير لدور جماعة الإخوان المسلمين التي تمتلك نفوذاً كبيراً في مناطق الشمال السوري الخاضعة للاحتلال التركي، بدليل عدم إشراكها بشكل مباشر في عملية “ردع العدوان” من خلال مرتزقة القوات التركية؛ يبدو أنّ ذلك يأتي في سياق تحجيم عدد من تنظيمات الإسلام السياسي مثل حماس وحزب الله، بفروعه اللبنانية والسورية والعراقية، وتنظيم داعش، مقابل صعود إعلامي ملفِت لشخصية “الجولاني” والذي استخدم اسمه الحقيقي “أحمد الشرع” وأرسل العديد من الرسائل التي تُعبّر عن الاعتدال والتسامح والوطنية السورية بشكل لم يفعله من قبل، على الرغم من أنّ هذه التطورات أجّجت مجدّداً خطاب الكراهية ذا الطابع الطائفي والقومي بعد أن كان قد خمد منذ فترة، حتى أنّه لوحظ من خلال مشاهد الفيديو حمل بعض العناصر المهاجِمة لشارات داعش أو ترديد شعاراته، قابله خطاب كراهية من المتطرّفين الشيعة.
رغم النفي الأمريكي للانخراط في العملية التي أدّت إلى إسقاط النظام، إلّا أنّ المسؤولين الأمريكيين قد أبدوا اهتمامهم بها من خلال التوسّط لفتح ممرّ آمن لخروج عشرات الآلاف من المدنيين الكرد نحو المناطق الآمنة في شمال وشرق سوريا، ومنع داعش من استغلال الفراغ الأمني الناشئ (8)، بالإضافة إلى تأكيد السيناتور الجمهوري “جو ويلسون” على حق اللاجئين السوريين في العودة إلى ديارهم في معرض تعليقه على التطوّرات الحاصلة. يبدو أنّ النظام البعثي في لحظاته الأخيرة قد عرض صفقة على فريق إدارة ترامب مقابل الوصول إلى حلّ ما، إلّا أنّ ردّ ترمب كان قاسياً، وكتب في منشور على منصته “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي إنّ “سوريا في حالة من الفوضى، لكنّها ليست صديقتنا، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة. هذه ليست معركتنا. فلندع الوضع يأخذ مجراه. لا تتدخّلوا”، بالإضافة إلى تأمين قوات التحالف الدولي تغطية جوية لقوات سوريا الديمقراطية في تحرير مناطق غربي الفرات من قبضة النظام البعثي والفصائل الموالية لإيران وداعش.
بالتزامن مع هذه التطوّرات؛ استقدم الجيش العراقي تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حدوده مع سوريا وزعم أنّها لمنع تمدّد الجماعات الإرهابية إلى داخل العراق، ولكن تبيّن أنّها كانت لمنع وصول إمدادات من الفصائل الشيعية في العراق إلى قوات النظام البعثي والفصائل الموالية لإيران، قد يكون ذلك في سياق محاولات الحكومة العراقية النأي بنفسها عن الصراع الدائر في المنطقة وامتصاص موجة الضغط الدولية على المتعاطفين مع النظام، ويبدو أنّ المناورة السياسية باستقبال وزير الخارجية لدى النظام البعثي “بسام صباغ” والإيراني “عباس عراقجي” في بغداد بتاريخ 2024.12.06 وإظهار التعاطف مع النظام والتصريحات الرسمية التي وصفت الفصائل السلفية “بالإرهابية” قد خفّفت نسبياً من الاحتقان داخل المجتمع الشيعي العراقي، وما عزّز هذا الأمر هو إعلان المرجع الشيعي “مقتدى الصدر” رفضه إقحام العراق في الصراع بين النظام البعثي والمعارضة السُّنّية، بالإضافة إلي عدم تدمير الفصائل للمقدّسات الشيعية في السيدة زينب بدمشق؛ وبنفس الوقت كانت هناك مؤشّرات كثيرة على استعداد التحالف الدولي لقصف أي إمدادات من قبل الفصائل الشيعية العراقية إلى داخل سوريا، والتي كانت قد خلقت جوّاً من العِداء معها بقصف قواعدها في سوريا والعراق في سياق دعمها لحماس، ومحاولات الفصائل الموالية لإيران زعزعة استقرار ريف دير الزور الغربي. من ناحية أخرى؛ فإنّ معظم التعزيزات التي انطلقت من دير الزور، بزعم مؤازرة قوات النظام، كانت في الأساس للتغطية على انسحابها وتأمين طريق حلب-خناصر- دمشق، وتوفير الحماية لمواجهة هجمات داعش المحتمَلة عليها.
بالنسبة لداعش يبدو أنّها قد فضلت مراقبة التطوّرات عن كثب والانغماس بين صفوف الفصائل الجهادية، وحاول بعض عناصرها تعقيد المشهد الأمني في دير الزور من خلال رفع أعلام الاستقلال وتصوير المشهد وكأنّه يمثّل وصول فصائل عملية ردع العدوان إلى ديرالزور، بالإضافة إلى أنّ انهيار القوات النظامية قد جعل العشرات من النقاط الحيوية في البادية بدون سيطرة، ويبدو أنّ التنظيم قد استغل هذه الفرصة وفرض سيطرته عليها دون ضجيج إعلامي (على غير عادته)، وهذا ما تنبّهت إليه قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية؛ الأمر الذي أجبر قوات سوريا الديمقراطية على التمدّد في مناطق غربي الفرات بدعم من التحالف الدولي لحمايتها، وبالفعل استسلمت قوات النظام في مدن دير الزور والميادين والبوكمال لقوات سوريا الديمقراطية استناداً إلى ضمانات أمريكية، وغادرت قوات النظام البعثي والفصائل السورية الموالية لإيران إلى دمشق، بالتوازي مع ذلك شنّت القوات الأمريكية نحو 75 ضربة جوية (9) قوية ضدّ مواقع التنظيم وأوكاره في البادية السورية عبر قاذفات قنابل استراتيجية؛ وبذلك تكون قوات سوريا الديمقراطية قد أنشأت حائط صدّ للمجموعات المتطرّفة في الجهة الغربية من نهر الفرات بدءاً من ريف منبج. ويشير مسار العمليات العسكرية التي تشهدها سوريا إلى قطع الطريق البرّي العسكري (طهران- بغداد- دمشق- بيروت) وسط تفاؤل حول إمكانية تحوّله في المستقبل القريب إلى طريق تجاري دولي حيوي؛ وبذلك قد تتحوّل قسد إلى أكبر أو ثاني أكبر قوة عسكرية في سوريا، وبنفس الوقت سيتعين عليها إيجاد نوع من التهدئة الطويلة مع النظام التركي.
لقد عادت الدولة السورية في ظرف أسبوع إلى مرحلة بدايات نشوئها في فترة الانتداب الفرنسي عام 1920م، وأصبحت عملياً مقسّمة بين ما يشبه “دولة حلب” الخاضعة لسيطرة تنظيم “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها، وما يشبه “دولة الساحل” التي يبدو أنّها لم تخضع كلياً لسيطرة الفصائل، وما يشبه “دولة الدروز” الخاضعة لسيطرة غرفة “عمليات معركة الحسم” التي يبدو أنّها تنسق عملياتها مع “غرفة عمليات الجنوب” في درعا وريفها، وما يشبه “دولة دمشق” التي لا يزال مصيرها غير واضح بعد فرار بشار الأسد ومسؤولي السلطة، وهناك منطقة الجزيرة التي تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية.
وما يعزّز هذا الاعتقاد هو انقسام سوريا من الناحية العسكرية بين 6 قوى عسكرية محلّية وهي: قوات سوريا الديمقراطية، وفصائل “غرفة عمليات ردع العدوان” ومرتزقة “غرفة عمليات فجر الحرية” التابعة لتركيا، وفصائل “غرفة عمليات معارك الحسم” وفصائل “غرفة عمليات الجنوب”، دون تهميش داعش عن المشهد العسكري. وطبيعة الموقف بين هذه القوى سوف يقرّر شكل العملية السياسية الجديدة المُرتقَبة في سوريا.
- النتائج السياسية والأمنية المحتمَلة لسقوط النظام البعثي
- سقط النظام البعثي ولن ينجح في معركة بقائه في الساحل السوري، وسيتعذّر عليه إعادة الزمن إلى الوراء، في ظل تخلٍّ روسيّ وإيرانيّ واضح عنه، رغم أنّهما قد حاولا بشكل من الأشكال إيقاف زحف الفصائل الإسلامية من خلال الضغط على النظام التركي، ممّا يعني انهيار كافة الصفقات والتفاهمات التي تم بناء الوضع الجيوسياسي السوري على أساسها طوال سنوات الأزمة السورية، وبداية عملية سياسية جديدة استناداً إلى المعطيات الجديدة على الأرض، وسيتم إشراك قوى مُغيّبة في إعادة بناء البلاد كالإدارة الذاتية والقوى السياسية في السويداء ودرعا وهيئة تحرير الشام، وسيتمّ ذلك بعد انخفاض حرارة الجبهات واستعادة التوازن بنشوء تحالفات جديدة، وستشرف إدارة ترامب المقبلة على هندسة الوضع الجديد لسوريا والمنطقة. يُذكَر أنّ هناك اعتقادًا قويًا أنّ مَن ساهم أيضاً في إخراج دمشق من قبضة النظام هم عناصر الدولة العميقة في سوريا الساخطين على سياسة الأسد الإيجابية تجاه الروس والإيرانيين.
- عموماً؛ سيتحدّد شكل سوريا المستقبل استناداً إلى ما تم رسمه من قبل النظام الدولي المهيمِن (الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وحلفاؤهم)، وكذلك استنادًا إلى مدى التوافقات التي ستحدّدها ثلاث شخصيات رئيسية في المشهد الجديد لسوريا وهم مظلوم عبدي وأحمد الشرع والشيخ حكمت الهجري، وقد تنضمّ أطراف أخرى من بقايا النظام المنقلبين عليه والجماعات الموالية لتركيا وممثّلين عن حوران، وستتمّ إعادة النظر في معظم الاتفاقيات والعقوبات الدولية على سوريا، وخاصة اتفاقية أضنة وعقوبات قيصر والاتفاقيات الموقّعة مع كل من روسيا وإيران واتفاقية فضّ الاشتباك مع إسرائيل وغير ذلك، وعلى الأرجح سيكون القبول بالإدارة الذاتية في وضعها الحالي ومصير الأراضي المحتلّة من أبرز التحديات التي ستبرز في عملية صياغة الدستور السوري الجديد والذي من المفترَض أن يرتكز على القرار الدولي 2254 عام 2015م (10).
- جميع المؤشّرات تشير إلى محاولات من قبل النظام التركي احتلال مناطق كردية جديدة في الشمال السوري، ويبدو أنّها تلقّت صعوبات لاحتلال منبج، بالإضافة إلى المقاومة الكبيرة لقوات مجلس منبج العسكري للهجمات، حيث ألحقت خسائر كبيرة بالمرتزقة خلال الأيام الماضية، ويبدو أنّ المرتزقة حاولوا استغلال انشغال قوات سوريا الديمقراطية بتأمين مناطق غربي الفرات المحاذية للبادية السورية وشنّوا هجوماً عنيفاً على منبج واحتلّوا عددًا من أحيائها. من ناحية أخرى؛ يشير خطاب بعض الجهات الإقليمية حول ضرورة حماية الكرد والأقلّيات من هجمات الإسلاميين، إلى وجود خطر كبير يهدّد هذه المجتمعات في سوريا.
بشكل عام؛ هناك توجّه دولي لخفض حدّة التصعيد والتوتّر في سوريا، ولكن هذا لن يوقف محاولة احتلال منبج. عموماً ولمصلحة الطرفَين ولمصلحة الأمن والسلام الإقليمي يتعيّن على قوات سوريا الديمقراطية والنظام التركي الوصول إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد معزّز بإقامة علاقات اقتصادية وسياسية، وكذلك الانسحاب من سري كانييه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) كإظهار لحسن النوايا والسماح بعودة المهجّرين بضمانات دولية.
- فشل النظام التركي إعلامياً في تنسيب فضل سقوط النظام البعثي إلى نفسه، وخطبة ” أحمد الشرع” (أبو محمد الجولاني) في الجامع الأموي خطفت أنظار الكثير من المتطرّفين المتعاطِفين مع “الخليفة أردوغان” في الواقع الافتراضي (إذا جاز التعبير)، بالإضافة إلى شعور الروس والإيرانيين بتعرّضهم للخداع (11) من قبل النظام التركي بعد طمأنتهم من خلال الوعود التي قطعها بتحجيم أو تفكيك “هيئة تحرير الشام”، بشكل عام؛ يُعَدّ سقوط النظام البعثي ضربة موجعة للاستراتيجية الإيرانية والروسية في شرق البحر المتوسط، والخطاب السياسي، الإيراني والروسي، الجديد تجاه ما حصل يخفي بين طيّاته مخطّطًا مستقبليًا لدعم عوامل استفحال أية أزمة سياسية محتمَلة في تركيا.
- إنّ تخلّي تنظيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) عن نهجه السابق وحلّ نفسه وإعادة إنتاج نفسه كتنظيم سوري معتدل من شأنه أن يفسح المجال لتطوير العلاقات مع الإدارة الذاتية، خاصة مع تشكّل حدود طويلة مشتركة بين الطرفَين، هذا إذا لم تحاول الهيئة السيطرة بالقوة على حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بدعم تركي أو اتخاذ موقف غير ودّي تجاه شمال وشرق سوريا، عموماً قد لا تقبل الهيئة الوصاية التركية إلّا أنّ العديد من الفصائل المتحالفة معها ليست صديقة للكرد أو للإدارة الذاتية.
- على صعيد آخر؛ ستعمل تركيا للسيطرة على حلب لضرورات أيديولوجية، ولا يمكن لأردوغان في ظل الظروف التي يمرّ بها نظامه أن يسمح ببقاء حلب تابعة لدولة وطنية سورية في المستقبل، وينسحب هذا الأمر على المناطق المحتلّة في عفرين وإعزاز وجرابلس ومنبج، وفي أضعف احتمال سيستمرّ إصرار أردوغان على التطبيع مع الحكومة السورية الجديدة على أساس احتفاظه بالمناطق المحتلّة، فهو يبحث عن إنجاز استراتيجي وسط التطوّرات التي تشهدها المنطقة، ومرور النظام التركي في مرحلة حسّاسة مع اقتراب موعد الانتخابات التركية وفشل نظام أردوغان في حلّ أزمات تركيا. إنّ ما قد يعقّد الطموحات التركية هو حدوث صِدام بين السلفيّين وجماعة الإخوان المسلمين، وذلك في سياق توسيع مناطق النفوذ وتحويل شمال غرب سوريا إلى إقليم له إدارة سياسية وعسكرية واقتصادية واحدة على غرار إقليم شمال وشرق سوريا، أو إعادة سيطرة السلطة الجديدة في دمشق لهيمنتها على الشمال السوري في الجزء الواقع غربي نهر الفرات، ولا يبدو أنّ السلفيّين مستعدّين للتخلّي عن الأراضي السورية لصالح تركيا استناداً إلى خطاباتهم الأيديولوجية والسياسية؛ وهذا ما قد يدفع النظام التركي لترسيخ نفوذه في المنطقة بشكل أكبر، وقد يعمل على زيادة التصعيد في جبهات تل تمر وعين عيسى وجبهات غربي الفرات غير الخاضعة لسيطرة مرتزقته، وتعريض من تبقّى من الكرد للمزيد من عمليات الإبادة الجماعية كمتنفّس للاحتقان ببن الجماعات القومية والدينية المتطرّفة. بشكل عام؛ تبدو تركيا غير قادرة على فرض وصايتها على الإرادة الدولية بخصوص الوضع السياسي الجديد في سوريا، ومن المفروض أن تدفع براغماتية أردوغان النظام التركي إلى نوع من التهدئة مع الإدارة الذاتية، وبنفس الوقت إيجاد نوع من الاستقلالية للمناطق الخاضعة لاحتلاها عن السلطة الجديدة في دمشق؛ وهو ما يعني أنّ تقسيم سوريا سيبدأ من طرف النظام التركي.
- في الجنوب السوري؛ يُعَدُّ إعلان تشكيل غرفتَي “عمليات الجنوب” في درعا و”معركة الحسم” في السويداء بمثابة خطوة باتجاه تشكيل إدارة ذاتية في الجنوب السوري، خاصة أنّهما لم تعلنا انضمامها لـ “غرفة عمليات ردع العدوان” أو غيرها، وإنّما أعربتا عن دعمها لكافة الأطراف التي سعت لإسقاط النظام البعثي، إلّا أنّ وجود حاضنة قوية لكلّ من داعش وحزب البعث وتجّار المخدّرات في المنطقة سيؤرّق الإسرائيليين والأردنيين باستمرار، كما أنّ المنطقة بحاجة إلى موارد مالية أكبر لإدارة شؤونها المحلية، وتشير مسار التطوّرات العسكرية على الساحة السورية إلى حدوث تواصل جغرافي بين مناطق الإدارة الذاتية والجنوب السوري، ومن مصلحة جميع الأطراف منع أي نشاط لتنظيم داعش والقوميين البعثيين في الجنوب السوري. عموماً؛ ستستمرّ إسرائيل في إبقاء وجود عسكري وأمني قويّ لها في الجنوب السوري لحماية أمنها القومي على المدى البعيد.
- إنّ الهزيمة الكبيرة للسياسة الإيرانية في سوريا ولبنان ستجعلها تعيد النظر في استراتيجيتها، وأي اتفاق لها مع الغرب لحماية نظامها من السقوط سيحتّم عليها حلّ “فيلق القدس” أو حتى حلّ “مؤسسة “الحرس الثوري”، وخفض مستوى ارتباطها الاستراتيجي مع حزب الله اللبناني والنظام البعثي والحركات الإسلامية الفلسطينية والحوثيين، ومن الممكن أن تنحاز الفصائل الشيعية العراقية إلى جانب عاطفتها القومية العربية وتهاجم القواعد التركية في العراق، وحتى أنّها قد تمنع الكرد من استعادة المناطق المتنازَع عليها في جنوب كردستان والتي فقدوها بعد الاستفتاء عام 2017م، وزيادة المضايقات للكرد في جنوب وشرق كردستان.
- إنّ الأمور التي تشكّل خطراً على الإدارة الذاتية (كـتنظيم داعش والانتهاكات التي يرتكبها النظام التركي والأطماع في ثرواتها)، تشكّل بنفس الوقت وسائل قوة لها في المستويين الإقليمي والدولي، وسيكون لها دور في تنامي الموقف الإيجابي تجاه الإدارة الذاتية.
- سيكون ملف المعتقلات على رأس قائمة السلطة الجديدة في دمشق، وستتمّ محاسبة الجُناة وقد يُصدَر قانون لاجتثاث حزب البعث السوري على غرار قانون اجتثاث حزب البعث العراقي، وما يشير إلى ذلك هو أنّ محاولات تشكيلات تابعة لتنظيم داعش وبقايا البعثيين التي ركبت الموجة من خلال رفع أعلام الاستقلال وإعلان انضمامهم لغرفة عمليات ردع العدوان، قد فشلت في الحصول على دعم منها لقتال قوات سوريا الديمقراطية حتى اللحظة، وسيتوقّف تحسّن الوضع الداخلي في سوريا على مدى التفاهمات والاتفاقيات التي ستؤمّن الأمن القومي الإسرائيلي ومصالح الدول الغربية.
بشكل عام؛ تشهد سوريا مقايضات جيوسياسية بين قوى دولية وإقليمية ومحلّية، لها امتدادات في جغرافية الشرق الأوسط، ويبدو أنّها قد هيّأت مناخاً لصعود السلفيين مجدّداً بذهنية سياسية جديدة، وقد تكون مصدراً لممارسة انتهاكات أخرى ضدّ الشعب الكردي في روجآفا، ومن الممكن أن تؤدّي إلى نشوء مناطق هشّة أمنياً خاصة في المناطق النائية المحاذية للجبهات بين مختلف القوى السورية؛ الأمر الذي يعطي مجالاً لانتعاش خلايا داعش مجدّداً، بالإضافة إلى بروز صدع في المحور الإيراني- الروسي، وفي المحور العلوي- الشيعي، وفي الصداقة التركية مع كل من روسيا وإيران، وستكشف التطوّرات الميدانية في المرحلة المقبلة الصيغة السياسية الجديدة للدولة السورية.
- الهوامش:
1) لم يخضع الحيين في الأساس لسيطرة قوات النظام السوري الذي كان قد فرض حصاراً عليها لإجبار سكانها على الاستسلام، ويديرها مجلس محلي وفق نظام الكومينات…
2) وزارة الخارجية الأمريكية؛ تصريحات في خلال إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا؛ تاريخ النشر: 2024.12.03؛ الرابط:
https://www.state.gov/translations/arabic/تصريحات-في-خلال-إيجاز-لمجلس-الأمن-الد-20/
3) وكالة أنباء البحرين؛ روسيا: مخرجات القمة العربية الإسلامية تنسجم مع توجهاتنا الثابتة؛ تاريخ النشر: 2024.11.14؛ الرابط:
https://www.bna.bh/.aspx?cms=q8FmFJgiscL2fwIzON1%2BDjRDNW5IsBoLe3kVFFMLjp8%3D
4) في تطور ميداني غير مسبوق في هجوم خاطف بدأ في السادس من شهر آب الماضي، اخترقت آلاف القوات الأوكرانية الحدود من منطقة سومي الأوكرانية إلى منطقة كورسك الروسية المجاورة معززة بالعشرات من المسيرات والمدرعات، حيث تمكنت قوات كييف من تحقيق إنجاز تاريخي بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الروسية في غضون أسبوعين فقط، تتجاوز ما استولت عليه روسيا في أوكرانيا طوال هذا العام…
5) موقع الشرق؛ “البيان رقم 1” على التلفزيون الرسمي السوري: “تحرير دمشق وإسقاط الأسد”؛ تاريخ النشر: 2024.12.08؛ الرابط:
https://asharq.com/politics/109271/البيان-رقم-1-على-التلفزيون-الرسمي-السوري-إسقاط-الأسد/
6) بحسب المتابعات المستمرة للتصريحات والمواقف، يعد فاروق الشرع كان يمثل وجه التيار العربي وعلي مملوك كان يمثل وجه التيار المقرب من روسيا وماهر الأسد كان يمثل وجه التيار المقرب من إيران…
7) للاطلاع على حيثيات هذه المبادرة انظر تقرير: العربية نت؛ “مبادرة الأردن” لحل أزمة سوريا.. تعرف على أبرز بنودها؛ تاريخ النشر: 2023.06.27؛ الرابط:
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2023/06/27/-مبادرة-أردنية-لحل-الأزمة-السورية-هذه-أبرز-بنودها
8) قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا: “لا ينبغي أن يكون هناك شك في أننا لن نسمح لداعش بإعادة تشكيل نفسه، والاستفادة من الوضع الحالي في سوريا، ويجب أن تعلم جميع المنظمات في سوريا أننا سنحاسبها إذا تعاونت مع داعش أو دعمتها بأي شكل من الأشكال”.
@CENTCOMArabic؛ القيادة المركزية الامريكية تقوم بشن غارات جوية للقضاء على معسكرات تنظيم داعش في وسط سورية؛ تاريخ النشر: 2024.12.09 (منصة X)؛ الرابط: https://x.com/CENTCOMArabic/status/1865889070414438525
9) @CENTCOMArabic؛ القيادة المركزية الامريكية تقوم بشن غارات جوية للقضاء على معسكرات تنظيم داعش في وسط سورية؛ تاريخ النشر: 2024.12.09 (منصة X)؛ الرابط: https://x.com/CENTCOMArabic/status/1865889070414438525
10) للاطلاع على تفاصيل بنود القرار انظر:
https://digitallibrary.un.org/record/814715/files/S_RES_2254%282015%29-AR.pdf?ln=ar
11) تناقلت العديد من منصات التواصل الاجتماعي المقربة من روسيا تهديدات مبطنة من قبل الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين المقرب من الرئيس الروسي حيث قال “سوريا كانت فخاً لأردوغان لقد ارتكب خطأ استراتيجيا لقد خان روسيا لقد خان إيران لقد حكم عليه بالهلاك الآن بدأت نهاية تركيا كمال، لقد دعمناكم. حتى الآن من الآن فصاعداً ستتوبون…”. من هذه المنصات:
MOSCOW NEWS/ @M0SC0W0؛ تاريخ النشر: 2024.12.09؛ الرابط: https://x.com/M0SC0W0/status/1866217457284747583