مجلة دراسات استراتيجية العددان 13-14

صيف وخريف 2023

لا تزال الأزمة السورية تشكل محوراً لمجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط؛ وطالما سعت مجتمعات شمال وشرق سوريا إلى التكيف مع البيئة الأمنية المستجدة في هذه المنطقة من خلال ثلاثية الإدارة الذاتية، والدفاع الذاتي المشروع، والنأي بالنفس عن الصراع على السلطة في سوريا.

واستناداً إلى تحليل الوضع الجيوسياسي لشمال وشرق سوريا في العام 2023م وعدم وضوح أفق الحل للأزمة السورية من قبل المجتمع الدولي، أمكن ملاحظة إقبال منطقتنا على مجموعة من التطورات البنيوية المتأثرة بالتحولات السياسية والأمنية التي تشهدها سوريا عامة في المستوى الاستراتيجي، وهذا ما دفع إلى اختيار بعض المواضيع المتنوعة ذات الصلة بشكل ما مع هذه التحولات، لنشرها في العدد الجديد من مجلتنا “مجلة دراسات استراتيجية” والتي سيتم إصدار عددين منها في طبعة واحدة.

تعد الجغرافيا الاقتصادية من العلوم المهمة لفهم البنى الاقتصادية والنهوض بها وتطويرها، ومن أجل الوصول إلى تحليلات موضوعية للوضع الاقتصادي في شمال وشرق سوريا، تأتي دراسة الجغرافيا الاقتصادية لشمال وشرق سوريا لتحديد أبرز الخصائص والموارد الاقتصادية لهذه المنطقة الغنية، التي أهملتها معظم الحكومات السورية المتعاقبة، والتي بدورها حولت “الإفقار” وإيقاف عمليات التنمية الاقتصادية إلى سياسة للهيمنة على المجتمعات المحلية.

ومع تفاقم مشكلة التلوث الهوائي في المنطقة، تزايد التوجه المحلي إلى اقتناء مصادر الطاقة البديلة المتوفرة، الأمر الذي يعد مؤشراً على تزايد الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وهذا ما يفرض دعم تنمية المعرفة بهذه المصادر، خاصة لما لها من دور في تحقيق التنمية الاقتصادية.

من ناحية أخرى لا تزال السياسة الإقليمية لبعض الأنظمة الدولتية في المنطقة مستمرة في فرض هيمنتها على المجتمعات المحلية من خلال الترويع والترهيب السياسي، عبر الجماعات المتطرفة ومن خلال التلويح باستخدام الأسلحة الفتاكة والترحيل التعسفي، والغرض كما يبدو واضحاً هو إثارة القلق والخوف في نفوس مجتمعات المنطقة، ودفعها بشكل قسري إلى الهجرة من أوطانها، وهذا ما يفرض دائماً تقديم إحاطة عامة حول تطورات بعض القضايا الحقوقية والسياسية والأمنية التي تشهدها الساحة المحلية، نظراً لما تلعبه من دور مباشر أو غير مباشر في الهجرة القسرية من شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أحد مصادر الأزمات التي تعاني منها منطقتنا والمتمثلة بمعاهدة لوزان والتي يعد تصحيح مساراتها أحد الحلول لبعض من أزمات المنطقة..

ويبقى مسار الحل لأزمات المنطقة طويلاً، والأزمة السورية لم تعد قضية تخص استبدال سلطة مستبدة بسلطة إقصائية التي بدورها تعد استبداداً آخراً؛ وإنما باتت قضية تخص التحولات البنيوية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي برزت منذ أكثر من عقد من الزمن على امتداد الجغرافيا البلاد، بفعل عوامل ذاتية وموضوعية، والتي لا يمكن إعادة تنظيمها وهيكلتها وإدارتها إلا من خلال الديمقراطية وإلغاء خطاب الكراهية، والكفيلتان بإعادة الاعتبار للهوية الوطنية وإنهاء أزمات البلاد.

 

يتناول العددان 11-12 من مجلة دراسات استراتيجية الدراسات التالية:

  •  الجغرافية الاقتصادية لشمال وشرق سوريا – شرفان سيف الدين.
  • الهجرة القسرية في شمال وشرق سوريا – مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية.
  • تلوث البيئة وآفاق الطاقة البديلة – د. كسرى خليل حرسان.
  •  السلاح الكيميائي في عمليات إبادة الكرد – سيبان خلف.
  • داعش وقابلية الانشقاق في سوريا – مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية.
  • الشّرقُ الأوسطُ الجديدُ يبدأ من تصحيح معاهدة لوزان – كرديار دريعي.
  • مسارات الصراع الأمريكي- الإيراني في سوريا – رامان رشواني.

لتحميل المجلة اضغط على الرابط التالي : دراسات استراتيجية العددان 13_14

زر الذهاب إلى الأعلى