زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق والتّوقيت الغامض

 

زار وزير الخارجية الإماراتي العاصمة السورية دمشق يوم أمس في  ٤يناير إثر لقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ووزير الدفاع السوري والروسي في موسكو في محاولة روسية لتحقيق التقارب بين النظامين التركي والسوري لتعزيز نفوذها أكثر في سوريا وتوثيق علاقاتها مع تركيا وإبعادها عن الناتو وأمريكا وأوربا الغربية والاستفادة من النفوذ التركي في الحرب الروسية الأوكرانية في صفقات النفط والغاز وتجارة الحبوب .

كما أن زيارة وزير الخارجية الإماراتي  تأتي بعد يوم من التصريحات الأمريكية التي تحذر جميع الدول قاطبة من إعادة العلاقات مع النظام السوري الذي وصفه بالدكتاتور الوحشي .

ووصفت هذه الزيارة من أجل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وتعزيز الاستقرار في سوريا ومعلوم أن الإمارات عضو في جامعة الدول العربية التي عقدت منذ شهور في الجزائر التي لم توفق في إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية مما يعني أن زيارة وزير الخارجية الإماراتي لسوريا في هذا التوقيت ينطوي على أهداف غير معلنة وغامضة وتصب في أهداف واجندات دولة الإمارات التي ربما لها علاقة بلقاء وزيري الدفاع التركي والسوري أو أنه يحمل رسائل مبطنة من أمريكا وإسرائيل الى النظام السوري إثر الاوضاع السياسية والاقتصادية في سوريا في الآونة الأخيرة. كما تهدف الإمارات من هذه الزيارة إلى اتباع نوع من سياسة التوازن مع كل من روسيا والصين وإيران بعد تعزيز العلاقات الصينية السعودية وكذلك تعزيز العلاقات الصينية الخليجية وكذلك العربية ورفع سويتها التي وصفت بالعلاقات الاستراتيجية وربما جاءت الزيارة كذلك بعد تجدد المفاوضات السعودية مع إيران رغم الخلافات الإيرانية الإماراتية حول الجزر الثلاث التي احتلتها ايران وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة ابو موسى عشية انسحاب بريطانيا من الإمارات وسط الاحتجاجات والمظاهرات المستمرة في إيران إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني .

أو ربما محاولة من دولة الإمارات لتلعب دورا ايجابيا للتقارب مع تركيا ويعزز التقارب بين كل من تركيا وسوريا او ترغب دولة الامارات عبر دبلوماسيتها ألا تكون بمعزل عن الأحداث والمتغيرات الحاصلة في المنطقة برمتها وأن يكون لها دورٌ فاعلٌ يصب في تعزيز العلاقات السورية الإماراتية سياسياً وثقافياً واقتصادياً أو ربما تتعلق هذه الزيارة إلى دمشق ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد بضخٍ ماليٍّ كبير إثر تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ويبقى أن نقول إن هذه الزيارة مفتوحة على كافة الاحتمالات.

زر الذهاب إلى الأعلى